AD2

السبت، 10 ديسمبر 2016

ذات ليل شتاء

ذات ليل شتاء.....
ما الذي أوقد النار ف قلبك الممتلئ بقش الذكريات..؟
وكيف امتلئ بهذه الثقوب ؟؟
من يقدر ع ملئ الفراغ فيه ؟؟
من يقدر ع ان يسد الثقوب ..  ترميم الشرخ..   بنائه من جديد... إعادة الحياة فيه ... وبث الروح ؟؟
 
يا عزيزتي..
هناك شجرٌ هائمٌ ف الصحراءِ .. يصارع عاصفةً من الرياحِ محملة بالأتربة.. وحده يصارع للبقاء..
وهناك أنثى الدب القطبي تمشي ع الجليد متعبة تبحث عن الطعام.. وحدها تصارع للبقاء..
هناك غريقٌ.. ذهب بعيداً ف البحر .. يصارع موجةً تعلو..
وحده يصارع للبقاء..
وهناك قلب.. هو لي.. البُعد جافاه.. يصارع الحنين .. وحده يصارع للبقاء..
يا عزيزتي..
لِما لَيلُ الشتاءِ صعبٌ ع المحبين؟؟
ولِما تَكُونين قريبةٌ وانتي بعيدة..؟؟
يقولون الحب حظ، وقد عرفت ان حظي منه قليل..
يا عزيزتي..
طال الشتاء، وتعبت من الإنتظار..

#ليل_شتاء

الأربعاء، 7 ديسمبر 2016

ف قلبي أنثى عبرية

" حبيبي أحمد...
نعم، لم أعد أخاف هذه الكلمة، ولم أعد أخاف مشاعري تجاهك، تلك المشاعر التي عذبتني وأرقتني ف غيابك. الآن وأنا ألبس هذا الفستان الأبيض وأزين رأسي بإكليل الورود البيضاء، لم يعد لدي أدنى شك. بعد دقائق قليلة سنكون معا في عشنا... سنكون أسعد زوجين ع وجه الأرض. يحق لنا أن نعرف السعادة أخيراً بعد كل سنين الحرمان، أليس كذلك؟؟ .
لماذا أكتب إليك؟  من حقك أن تتساءل.
لم تعد المسافات تفرقنا ولم تعد هناك حواجز تمنع لقاءنا. لكنني أحببت أن أضيف إلى سجل الرسائل القديمة رسالة جديدة. تكون شاهداً ع المرحلة الجديدة التي نعيشها معا. ربما نقرؤها سوياً يوماً ما، بعد سنوات طويلة، حين نصبح جدا وجدة. فنسترجع هذه اللحظات الثمينة.
دعني أعترف لك بأشياء لم أبح بها إليك من قبل.
حين رأيتك للمرة الأولى، كنت أبعد ما يكون عن تصور الرحلة التي تنتظرني. كان لقاء فوق العادة، وما لحقه من أحداث كانت تفوق خيال الطفلة البريئة التي كنت.
حبي لك كان الدافع الرئيسي لأخوض التجربة معك. كانت حكمة الله تعالى أن أتعلق بك ونحن نختلف ف كل شيء. وكانت حكمته أيضاً أن أفقدك وأنا ف أشد الحاجة إليك. حرمني منك ليأخذني إليه. أبعدك عني لأعرفه جل وشأنه دون أن تختلط الأمور عليّ وتشوب إيماني شائبة.
الان، حين أفكر ف تلك الفترة، أحمد الله ع حسن تقديره وتدبيره.
لا تغضب مني، فأنا لا أذهب إلى تمنيّ بعدك. لكنني أدرك الآن أنك لو ظللت إلى جانبي طوال الطريق،  لكنت شككت ف نفسي، كما شك فيّ كل من حولي. لكنت عللت ميلي للإسلام بحبي لك ولكل ما تحبه. ربما كنت أمعنت ف المكابرة، ولربما بقيت ف ضلالي لفترة أطول...
حين توصّلت إلى اليقين وأعلنت إقتناعي للإسلام، ظننت أنني وصلت إلى خط النهاية. أنني عبرت الاختبار بنجاح. كنت أجهل أنني لم أقطع سوى أميال قليلة.. من رحلة الألف ميل. كان عليّ أن أعبر بعدها أميالا لأثبت ع ديني ولا أرتد أمام كل المعوقات التي تسعى لإرباكي وتحطيم مقاومتي. كان عليّ أن أعمل ع تحصين قلبي، بالمعرفة الحقة. ثم أن أنشرها مِن حولي ع كل من ظلَّ ع الجهل الذي كنت فيه...
هل تعلم، ظننت أن كل تلك المراحل كانت الأصعب. لكن يبدو أنني أخطأت ف تقديري. فما زال هناك الكثير والكثير. الأميال الألف لم تنته بعد. أنا اليوم مسلمة، ومسؤولة عن صورة الإسلام ف عيون غير معتنقيه. أنا اليوم مسؤولة مثل غيري من المسلمين، عن الإتهامات بالإرهاب والتخلف والفوضى والفساد... أنا مسؤولة عن حُسن تطبيقي للإسلام ف حياتي اليومية. عن إنشاء بيت مسلم، وتربية أطفال مسلمين، يفهمون دينهم، ويتخذونه منهاجا ومسارا لحياتهم. أتدري كم هي عظيمة هذه المسؤولية؟
أعلم أني لن أكون قوية ع امتداد الرحلة. قد أتعب وقد أحيد قليلاً عن الطريق.
لذلك أريد أن تأخذ بيدي وتردّني إلى الصواب. أرجوك، كن معي لنمضي معا إلى آخر المشوار.
زوجتك المحبة، ندى. "

الجمعة، 2 ديسمبر 2016

لكنها لم تعد

كان يسير ع مهل.. فكان قد اكتسب عادة المشي بعدما ينتهي من اي يوم طويل، حتي ولو كان منهك.. فقد كان يحس ف هذا الوقت القليل الذي يقضيه ف السير بعض من صفاء الذهن وسط هذا الكم من الضغوطات، وأحياناً آخرى كان يعجبه  الجو ف آخر النهار، ع الرغم من زحمة السيارات والضوضاء التي تسببها ..
ومع ذلك كان ذهنه ملئ بالتشوشات، وباله مشغول ودائماً ما كان يفكر.. يفكر كثيراً ويحدث نفسه كثيراً.. كان يسير دون رؤا..  لا يرى المارة ولا يرى الطريق.. ينظر إلى الأمام ولا يرى شيئاً من معالم الشوارع ، لانه كان ينظر إلى اللاشيء، ينظر إلى الفراغ.. الفراغ داخله..
كان أحياناً يتأمل كم هي الحياة سريعة.. وكيف تسيير بلا توقف.. وعلينا أن نتماشى معها دون أن نعطل ف الطريق أو حتي نستريح كي نأخذ أنفاسنا إن كنا متعبين.. وكم هو بطيء ولا تتلائم سرعته مع سرعة الحياة.. ولكن ما الحيلة..؟؟ ها، لنا الله والله وحده يعلم...
الله يعلم كل شيء، يعلم العقبات التي تواجهنا ويعلم ابتهالاتنا ودعواتنا ونوايانا وايضا ذلاتنا، ويغفر، هو يعلم عنا كل شئ حتي الأشياء التي لا نعرفها نحن عن أنفسنا.. وهذا هو عزائنا ف هذه الدنيا...
كانت بالأمس الامطار تغرق الشوارع.. والناس داخل بيوتها.. وها نحن اليوم، ابتعلت الأرض الماء.. والدماء ايضاً ان وجدت.. وعادت الحياة إلى وتيرتها السابقة.. عادت ضحكات الأطفال.. عادت أصوات الباعة تعلو ف الأسواق..
كان يفكر كم للأيام المتعاقبة من قوة ع أن تمحو الأيام الماضية من ذاكرة المدينة، وكم لنعمة النسيان قدرة أن يمسح ذاكرة المدينة .. عادت المدينة إلى سالف عهدها مهما طرأ عليها من تغير..
وسط كل هذا التيه داخله والأفكار المتشابكة.. أحس بإحساس مفاجئ.. وهو ليس بجديد.. هو احساس مؤلوف لديه، ومعتاد عليه.. كثيراً ما يأتيه.. وكأنه ضيف لابد من استقباله.. احساس الحنين إلى ماضي وإلى ذكرى لم ينساها.. وكم أن المدينة دائماً تعود إلى سالف عهدها...
لكنها هي لم تعد ...