AD2

الجمعة، 16 نوفمبر 2018

دعوت اليوم من أجل السلام

" دعوت اليوم من أجل السلام
وجدت نفسي اليوم أدعوك من أجل السلام
غصت ف فكري وخرجت منه آلاف المرات
أعلم أنك سمعتني 
أعلم أنني لم أكن وحيدة ف تلك الغرفة
أرتجف من كثرة الخوف من الخوف
الوحدة المفجعة
دعوتك جاثية ع يدي، وعلى ركبتي.
ألصقت جبيني ف الأرض.
لو أمكني الدنو أكثر من ذلك، قسماً لدنوت.
لأن هذا هو العجز، أصدق أنواع العجز.
النوع الذي يجعلني متيقنة أن لا شيء ع الإطلاق، لا ورقة أو دمعة أو بسمة إلا بإرادته
اليوم تجلت لي فكرة
ليست للمرة الأولى
هذه الدنيا، دنيا ليست دار هناء، هي بهارج فقط
هي الدار التي تشعر فيها بالجوع والبرد
هي الدار التي تشعر فيها بالقلق والخوف
المكان الذي يعتريه البرد
شديد البرودة أحياناً
هي المكان الذي يتحتم عليك فيه مفارقة الأحبة
حيث لا تستطيع أن تتعلق بشيء؛ لأنك وإن تعلقت به فتعلقك هذا لن يبقيه، ولن يسبب لك هذا التعلق سوى الألم عند زوال ما تعلقت به
المكان الذي فيه السعادة والحزن ليس إلا لاعبين ع مسرح ينتظران فقرتهما اللاحقة..
يتنافسان على حيازة أضوائه
المكان الذي فيه تسقطك الجاذبية ويدميك العجز
المكان الذي يوجد فيه الحزن، لأن وجوده حتمي
ودموعك تتساقط لتذكرك بمكان من غير دموع
مكان من غير دموع
أليس ذلك المكان هو ما نقصد؟ أليست الجنة ذلك المكان؟
المكان الذي وصفه الباريء دوماً، المرة تلو الأخرى بطريقتين :
( لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)
لكني لازلت حبيسة الدنيا، أليست كذلك؟
أثر جرحي يذكرني بذلك
الحرق الذي ع يدي ترك أثراً أحبه،
أحبه؛ لأنه يذكرني كم أنا عاجزة.
يذكرني بأنني إنسان،
إنسان يحترق. ينزف. ينكسر. ثم تبقى ف جسدي الندوب
نعم. مازلت هنا. هنا أسقط. هنا أبكي
هنا، أيضاً ملأت فراغي، وإلى التواضع رفعتي، وإلى إدراك حجم ضعفي، وشدة إحتياجي إليك
ومن ثم أنقذتني أنت من هذا الضعف
حقاً فعلت
حقاً.
مثلما أنقذت يونس وموسى وأمه، أنقذتني
أنت السلام للمسالمين
أنت القوة للأقوياء
أنت منار الحقيقة في عاصفة الأكاذيب
فوجدت نفسي أدعوك اليوم..
طلباً للسلام... "
- استرجع قلبك
-ياسمين مجاهد

الخميس، 8 نوفمبر 2018

سيدا - أحمد السعيد



- وحشتني .. 
- شيلت الخناجر من قفص صدري وفتحته للهوا ورجعت لأختي بسخرية قلتلها " أنتي أوحش ".
- " طمني فاضل قد ايه ؟ " 
- " لا لسه مبعدتش " 
وإيديا واحدة بتعدل الهيدفون ، والتانية شرطي غشيم بيكتم نبض قلبي عشان متطلعش الحقيقة .. 
ف لسه فاضل 672 يوم وست ساعات ونص وكام دقيقة . 

ف حاجات غلط من ضمنها 
* كدب اللي قالوا القرب بالنية 
* خوفكوا عليا من إني أجوع ، خافوا من الأكل وحديا 
* كون اللي قبلي خانهم التعبير فقالوا " كل الحاجات المؤذية ف الغربة قادرة " 
كان قصدهم ..
( كل الحاجات القادرة مؤذية )

" يا مسافر وحدك " 
مش بس أغنية.

أنا وشي حجّر من التصنع ف الصور 
وعنيا لما قلبي زغلل شفتها بتدق 
كل الحاجات - بيقولوا - حلوة ، اشمعنه أنا 
فتحت عين شباك أوضتنا الصبح خوفت بجد .. 
شافوا القصور والسيارات والروشنة ، وأنا شوفت خرسانة وناس " هي كالحجارة أو أشدّ ". 
هما اللي صح ..
اتمتعوا بالراحة والجو النضيف ، وأنا قروي ساذج ما تبستطش لما بدّلت القهاوي بالمولات .. والناصية بالتكييف.. 

وبيسألوا .. 
ايه اللي ممكن يكسرك ف الغربة دي ؟!
وانت بن شتل الرز والسوق والعتالة !!
قلت الكفالة .. 
الشبشب الباغة العبيط طيب 
السيفتي قاسية ومؤذية 
جرحت صباع قلبي الصغير لما داست بإفترا رقاب العمالة. 

نفس المكان بالظبط 
أبرهة لم يمت
الفيل بقى العمال 
واحنا بقينا السوط 
أنا كنت شاعر ف بلاد المرمطة 
إزاي بقيت جلاد ف بلد القوت 

مليت صرخت كأني بيت بتهد 
" أنا أحب أقول الشعر ف الحلوين " 
محدش رد 
" أتحبني بعد الذي كان " 
محدش رد 
" صوتك أرق من النايات" 
جعلوا أصابعهم ف تاتش الأيفونات وانفضوا من حولي ..

أمي اللي عبت شنطتي شافت 
أن الهدوم، والأكل ،والشاي ،والصابون أولى من صوت أبويا وحضنها وعيون كريم ورنا ، أو ربما .. 
- علشان مظلمهاش - 
خافت من الوزن الزيادة وخنقة التفتيش .. أول لما شافت إن ضيق الشنطة ميساعنيش 
ضحت بإني أحيا ..
ف مقابل إني أعيش ...

هارجع .. 
لأن المايه ف الحنفية لا تصلح هنا للشرب 
لأن القرب لازم يتسند بالقرب 
لأن اخواتي رابطيني بأستك لم يفكه الغُرب 
هارجع .. 
لأن لمصر ريحة وصوت ولون .. 
وعيون بتستنى العيون 
لإني مستحيل اسمح .. 
أنقط حقي ف مراتي مكالمات فيديو ، وعيالي .. 
صور خلفية ع التليفون .. 

إن جيتوا للحق بصراحة 
الوضح مش بالحزن ده 
كان ممكن أكتب نص أبهج من كده 
لكنكم ..
بتميلوا أكتر للبكا .. 
ولأنكم .. 
أنتم بكايا ، بميل ليكم ... 

فلسفة الوجود للعقاد

" ألا يمكن أن يعيش الإنسان على هذه الأرض وهو ف غنى عن هذه الفلسفة التي يسمونها سر الوجود!..
بل هي آخر شيء يستغنى عنه الإنسان. وما أنت مستطع أن تطل من هذه النافذة أو تبدأ عملك ف الصباح ما لم تكن لك "فلسفة" وجود ع نحو من الأنحاء..
قل لي: " ماذا تستبيح وماذا تحرم وأنت تنظر من هذه النافذة".. وإذا استبحته فلماذا تستبيحه؟.. وإذا حرمته فلماذا تحرمه؟.. وما حدود المتاع بالنظر فيما تراه؟ أله حدود أم ليست له حدود؟..
وأنت تذهب إلى عملك كل يوم ف الصباح، فلماذا تعمل ولماذا تهمل عملك.. أعليك واجب؟ أمناط هذا الواجب مصلحتك أم مصلحة الأمة؟.. ومشيئة الخالق أم مشيئة المخلوق؟.. وإن آمنت بهذه المشيئة أو بتلك فلماذا آمنت؟ وإن لم تؤمن بهذه أو بتلك فلماذا كفرت؟.. وإن لم تفكر ف شيء من ذلك فهل أنت إذن مثل حسن للآخرين!..
مرحلة الحياة يا صاحبي كجميع المراحل التي نقطعها من مكان إلى مكان. لا تركب القطار حتى تحصل ع التذكرة ولا تحصل ع التذكرة حتى تعرف الغاية التي تسير إليها. غاية ما هنالك من فرق بين راكبين أن أحدهما يقرأ التذكرة والثاني لا يقرأها أو أن أحدهما يؤدي ثمنها من ماله والثاني يؤدى له ثمنها من مال غيره.. وإن أبيت المجازات فأحد الراكبين ف مرحلة الحياة يبحث عن غايتها بنفسه والثاني تُوصف له غايتها بلسان غيره... "

- العقاد