AD2

الخميس، 8 نوفمبر 2018

سيدا - أحمد السعيد



- وحشتني .. 
- شيلت الخناجر من قفص صدري وفتحته للهوا ورجعت لأختي بسخرية قلتلها " أنتي أوحش ".
- " طمني فاضل قد ايه ؟ " 
- " لا لسه مبعدتش " 
وإيديا واحدة بتعدل الهيدفون ، والتانية شرطي غشيم بيكتم نبض قلبي عشان متطلعش الحقيقة .. 
ف لسه فاضل 672 يوم وست ساعات ونص وكام دقيقة . 

ف حاجات غلط من ضمنها 
* كدب اللي قالوا القرب بالنية 
* خوفكوا عليا من إني أجوع ، خافوا من الأكل وحديا 
* كون اللي قبلي خانهم التعبير فقالوا " كل الحاجات المؤذية ف الغربة قادرة " 
كان قصدهم ..
( كل الحاجات القادرة مؤذية )

" يا مسافر وحدك " 
مش بس أغنية.

أنا وشي حجّر من التصنع ف الصور 
وعنيا لما قلبي زغلل شفتها بتدق 
كل الحاجات - بيقولوا - حلوة ، اشمعنه أنا 
فتحت عين شباك أوضتنا الصبح خوفت بجد .. 
شافوا القصور والسيارات والروشنة ، وأنا شوفت خرسانة وناس " هي كالحجارة أو أشدّ ". 
هما اللي صح ..
اتمتعوا بالراحة والجو النضيف ، وأنا قروي ساذج ما تبستطش لما بدّلت القهاوي بالمولات .. والناصية بالتكييف.. 

وبيسألوا .. 
ايه اللي ممكن يكسرك ف الغربة دي ؟!
وانت بن شتل الرز والسوق والعتالة !!
قلت الكفالة .. 
الشبشب الباغة العبيط طيب 
السيفتي قاسية ومؤذية 
جرحت صباع قلبي الصغير لما داست بإفترا رقاب العمالة. 

نفس المكان بالظبط 
أبرهة لم يمت
الفيل بقى العمال 
واحنا بقينا السوط 
أنا كنت شاعر ف بلاد المرمطة 
إزاي بقيت جلاد ف بلد القوت 

مليت صرخت كأني بيت بتهد 
" أنا أحب أقول الشعر ف الحلوين " 
محدش رد 
" أتحبني بعد الذي كان " 
محدش رد 
" صوتك أرق من النايات" 
جعلوا أصابعهم ف تاتش الأيفونات وانفضوا من حولي ..

أمي اللي عبت شنطتي شافت 
أن الهدوم، والأكل ،والشاي ،والصابون أولى من صوت أبويا وحضنها وعيون كريم ورنا ، أو ربما .. 
- علشان مظلمهاش - 
خافت من الوزن الزيادة وخنقة التفتيش .. أول لما شافت إن ضيق الشنطة ميساعنيش 
ضحت بإني أحيا ..
ف مقابل إني أعيش ...

هارجع .. 
لأن المايه ف الحنفية لا تصلح هنا للشرب 
لأن القرب لازم يتسند بالقرب 
لأن اخواتي رابطيني بأستك لم يفكه الغُرب 
هارجع .. 
لأن لمصر ريحة وصوت ولون .. 
وعيون بتستنى العيون 
لإني مستحيل اسمح .. 
أنقط حقي ف مراتي مكالمات فيديو ، وعيالي .. 
صور خلفية ع التليفون .. 

إن جيتوا للحق بصراحة 
الوضح مش بالحزن ده 
كان ممكن أكتب نص أبهج من كده 
لكنكم ..
بتميلوا أكتر للبكا .. 
ولأنكم .. 
أنتم بكايا ، بميل ليكم ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق