AD2

الخميس، 8 نوفمبر 2018

فلسفة الوجود للعقاد

" ألا يمكن أن يعيش الإنسان على هذه الأرض وهو ف غنى عن هذه الفلسفة التي يسمونها سر الوجود!..
بل هي آخر شيء يستغنى عنه الإنسان. وما أنت مستطع أن تطل من هذه النافذة أو تبدأ عملك ف الصباح ما لم تكن لك "فلسفة" وجود ع نحو من الأنحاء..
قل لي: " ماذا تستبيح وماذا تحرم وأنت تنظر من هذه النافذة".. وإذا استبحته فلماذا تستبيحه؟.. وإذا حرمته فلماذا تحرمه؟.. وما حدود المتاع بالنظر فيما تراه؟ أله حدود أم ليست له حدود؟..
وأنت تذهب إلى عملك كل يوم ف الصباح، فلماذا تعمل ولماذا تهمل عملك.. أعليك واجب؟ أمناط هذا الواجب مصلحتك أم مصلحة الأمة؟.. ومشيئة الخالق أم مشيئة المخلوق؟.. وإن آمنت بهذه المشيئة أو بتلك فلماذا آمنت؟ وإن لم تؤمن بهذه أو بتلك فلماذا كفرت؟.. وإن لم تفكر ف شيء من ذلك فهل أنت إذن مثل حسن للآخرين!..
مرحلة الحياة يا صاحبي كجميع المراحل التي نقطعها من مكان إلى مكان. لا تركب القطار حتى تحصل ع التذكرة ولا تحصل ع التذكرة حتى تعرف الغاية التي تسير إليها. غاية ما هنالك من فرق بين راكبين أن أحدهما يقرأ التذكرة والثاني لا يقرأها أو أن أحدهما يؤدي ثمنها من ماله والثاني يؤدى له ثمنها من مال غيره.. وإن أبيت المجازات فأحد الراكبين ف مرحلة الحياة يبحث عن غايتها بنفسه والثاني تُوصف له غايتها بلسان غيره... "

- العقاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق