AD2

الأحد، 19 نوفمبر 2017

سلام على من يحاربون في صمت

مقال ف ذكري أحداث محمد محمود ل " مالك مصطفى "


سلام للصامتين جميعا.. وليعلموا أنه مهما غابت اسماؤهم... فهم المنتصرون.. المجد زائل... لكن خيركم لا يفنى..وأثركم لا ينتهى.. سلام للخاشعين فى أعمالهم.. فى صلاتهم ميدانا كان أو شارعا.. فبيوت الله يحكمها بشر..
سلام للمتضرعين لله حبا وحرية.. آملين عدلا وخبزا.. مقدمين قرابينهم لحم أجسادهم.. وقوت يومهم.. سلام لكل من ثار فى صمت.. وعاش واستشهد فى صمت.. ورحمنا الله جميعا باختلاف درجة عهرنا المسمى بالمجد الشخصى.. وهيئ لنا من أمرنا صمتا... لعلنا نكون مثل الصامتين القانعين الخاشعين الطالبين وجه الثورة.
لم نزل نرفع شهداءنا من على الارض، لنتعارك بعدها فى المشرحة، والمستشفى على سبب الوفاة، دائما ما يرددون أنه هبوط حاد فى الدورة الدموية، سواء كانت رصاصة، أو خرطوش، أو اختناقا من الغاز، دائما كان السبب «هبوط حاد فى الدورة الدموية» كأن ختم عزرائيل لا يعرف سوى الدورة الدموية، وما سبقها من أسباب، لا توجد له أى اهمية.
سلام للمترفعين جميعا، أبطال صفوفنا الاولى، أبطال مستشفياتنا الميدانية، سائقو الدراجات البخارية، أو حتى المسعفين الذين طالما صرخنا فى وجوههم ان «كفى خلا وبصلا واخيرا ميكو جل»، سلام لمن أخذ رصاصة فاخترقت جسده، وخرجت من خلف، وعاد إلى منزله سائرا على قدميه، ليعلمنا ان الإرادة لا تأتى فقط من الخارج، لكن أيضا من الداخل.
سلام وصلاة نتمنى قبولهما من الرب الراعى، والله الحافظ، الذى سخر كل جنوده حولنا، لكى نحتفظ بعقولنا قبل أجسادنا، وأرسل علينا من أرسل، ليكون حماية لنا، ودرعا وسندا، وعونا.
سلام على كل من قبلت شفاعته فينا، رسولا نبيا كان أم وليا أم جندا من الله لا نعرفهم، ورحمنا بشفاعتهم.
سلام لكل من دعا أن نصان، وأن نعود إلى منازلنا لنستريح من الموت ولو لقليل.
سلام لكل من دعا علينا، أو صب جام غضبه علينا بأى دعوة ارتآها تصلح لنا «عميل، مخرب،خائن، مجنون»، سلام له نرجوها من الله ان يبيض صفحتنا فى قلبه، وأن يرى اننا لا نريد أى باطل، وأننا لا نريد مجدا، أو جاها أو اكتسابا …
«رحم الله ابا ذر، يمشى وحيدا، ويموت وحيدا، ويبعث يوم القيامة وحيدا»
سلام على من يحاربون فى صمت ويستشهدون فى صمت ويحزنون فى صمت.. وعند الفرح ينتبذون مكانا قصيا، وتدمع أعينهم فى صمت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق