AD2

الاثنين، 27 نوفمبر 2017

مقتباسات من رواية يوتوبيا

من رواية يوتوبيا .. 




قال وهو يقلب المعلقة ف طبقه :
" بالطبع، لا تفهمان شيئاً عن الوضع الذي صرنا إليه.. لكني أكره ألا أخبركما بكل شيء.. الصورة التي تريانها كانت موجودة منذ البداية لكن بشكل غير واضح، ثم تضخمت شيئاً فشيئاً...
يصير الأغنياء أغنى والفقراء أفقر، ثم تأتي لحظة يحدث فيها الإنهيار.. ويبدو لي أن هذا حدث ف العشر السنوات الأولى من هذا القرن..
فجأة انهار السد.. لم تعد السياحة قادرة على إطعام هذه الأفواه.. إسرائيل افتتحت قناتها التي صارت بديلاً جاهزاً لقناة السويس.. الدول الخليجية نضب بترولها أو تم الإستغناء عنه، وطردت العمالة الوافدة.. هكذا وجد الإقتصاد عليه عبئاً قاصما، وانعدمت الخدمات للفقراء لأن الدولة أعفت نفسها تماماً من مسؤليتهم، وخصخصت كل شئ.. لم تعد هناك حكومة، أو لم تعد هناك حكومة تعبأ بنا.. مع الوقت توقفت الرواتب وتوقفت الخدمات وذابت الشرطة، وبالتالي لم تعد علينا ضرائب..
كان آباؤكم من طبقة استطاعت أن تستخدم نفوذها للإثراء.. حسابات مصرفية ف الخارج.. قروض من المصارف.. احتكار.. كل شيء ف مصلحة آبائكم وضدنا ع طول الخط.. هكذا استطاعت هذه الطبقة أن تتماسك وتزداد ثراء، بينما هوينا نحن إلي الحضيض..
لكن الحياة معنا صارت أمراً مستحيلاً.. اضطرت هذه الطبقات إلى أن تعزل نفسها طلباً للأمان ف تلك المستعمرات ع الساحل الشمالي، وقد استعملوا رجال المارينز لأنهم يضمنون ولائهم بينما لا يضمنون ولاء البودي جارد المطحون بدوره.. إن فكرة أن يثور محيط الفقر هذا كانت تؤرقهم.. كل الثورات الشعبية ف التاريخ بدأت بذبح الأثرياء..
هكذا تكون مجتمعان أحدهما يملك كل شيء، والآخر لا يملك شيئاً.. أهمية المجتمع الثاني لا تزيد على كونه سوقاً استهلاكية لا بأس بها.. حتى لو كان يعاني الفقر فإن كثافته السكانية تسمح بكل شيء.. لو ابتاع كل منا زيتونة فلسوف يصير بائع الزيتون مليونيرا "

------------------------------------------------------------------------------------------------

بشكل ما، يستحق الفقراء كل ما هم فيه.. إنهم أقل ذكاء من آبائنا.. إنهم ضعيفو الإرادة خاملون.. تركوا أنفسهم يُسرقون كل هذا الزمن من دون أن يحركوا إصبعاً.. هم بهذا انحدروا إلي درجة أقل من مرتبة الحيوان.. حتى النحل يلدغك لو حاولت سرقة عسله، والدجاج ينقر أظفارك لو حاولت سرقة البيض.. بينما هم ظلوا خائفين صامتين..
ما دامت الحياة ممكنة فلنبقَ صامتين...
ما دام عشاء الليلة موجوداً فلنبقَ صامتين..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق